طولكرم - معا - بعد خمسة أيام من وقوع جريمة قتل في بلدة فرعون جنوب طولكرم، تمكّنت لجنة الإصلاح المركزية والى جانبها محافظ طولكرم العميد طلال دويكات، وبمساعدة ذوي الضحية، من توقيع اتفاق صلح نهائي مع عائلة قاتل قاصر، وذلك في قاعة "بلدنا " ببلدة فرعون، وتحت رعاية المحافظ، وحضور قائد المنطقة وقائد الأمن الوقائي ومدير التربية والتعليم، والقاضي الشرعي محمود العبوشي، ولجنة الإصلاح المركزية، ووجهاء من شباب وشيوخ أهالي سفارين وآل صالح، بالإضافة الى عائلة المجني عليه وعائلة القاتل.
وإجتمع الحضور لتوقيع إتفاق هو الأول من نوعه في فلسطين، قياساً بالمدة الزمنية لوقوع جريمة القتل، وذلك بين عائلة الطفل المغدور أحمد مالك صبّاح، الذي قتل على يد الطفل محمد بلال عدنان الحاج صالح.
وتوجّهت الجاهة السالفة الذكر الى بلدة فرعون، حيث كان في إستقبالهم هناك شباب ووجوه آل الفرخ (عائلة المغدور) وأقاربهم وممثلي القوى الوطنية والإسلامية وممثلي عائلات فرعون والمنطقة.
وفي بداية الإجتماع للصلح، طلب علي الشافعي " أبو الرائد " رئيس لجنة الإصلاح المركزية في طولكرم، الإذن بإسم المحافظ والجاهة ان يحضر الى المكان ذوو القاتل، حيث أجاب جد الطفل المغدور بالموافقة.
ووقف القاضي الشرعي العبوشي متحدثاً عن التسامح، ومعزياً آل الفرخ حاثاً إياهم على الصبر والتسامح.
وحيا الشافعي أهالي فرعون عامة وآل الفرخ خاصة، مستعرضاً بشاعة الجريمة التي راح ضحيتها طفل برئ، راجياً بإسم الله والجاهة ان تتم العادة والعرف مع إسترداد الجاهة لكافة شروط العادة العشائرية من آل الفرخ، موضحاً انه لم يسبق ان تم مثل هذا الصلح في وقته الزمني القصير، إلا ان مكرمة آل الفرخ النبيلة ساعدت في إتمامه بهذه السرعة، داعياً الأجهزة الأمنية الأخذ بيد من حديد لتطبيق القانون وإيقاع العقاب المناسب بحق القاتل وما شابه ذلك من جرائم.
وأكد الشافي إستعداد الجاهة لتلبية شروط الصلح المادية والمعنوية، راجياً ان يأخذ القضاء الفلسطيني مجراه.
وعبّر توفيق مصلح (أبو فادي) عن شكره لمحافظ طولكرم وقادة الأجهزة الأمنية والجاهة، مؤكداً ان تحكيم العقل والتريّث والحكمة والإيمان بقضاء الله وقدره كان وراء قرار الصلح مع أهل القاتل فقط، مشدداً على ضرورة ان ان لا يتواجد القاتل في البلدة في حال خروجه من السجن، وان العفو الصلح جاء مع العائلة فقط ولا يشمل إبنهم.
من جانبه، عبّر محافظ طولكرم عن شكره لأهالي البلدة عامة واهل الفقيد بشكل خاص، لما ابدوه من تسامح وعفو عن عائلة القاتل، مؤكداً ان بلدة فرعون قدّمت وما زالت الشهداء والأسرى، وتعاني من جدار الضم والتوسع وممارسات الإحتلال، مشدداً ان السلطة الوطنية وأجهزتها الأمنية ستظل حريصة على تطبيق النظام والقانون.
وتحدث الشيخ راشد جانم نيابة عن أهالي سفارين عامة وآل صالح بشكل خاص، شاكراً آل الفرخ واهالي فرعون على تسامحهم وصبرهم وعفوهم، مبشراً والد وإخوة الفقيد بالجنة من عند الله كما وعدهم بها.
وفي الختام، تلا جميل مهنا صك الصلح، ومن ثم توقيعه من قبل الأطراف والشهود.
يشار هنا، الى ان الطفل محمد بلال الحاج صالح، قام يوم الأربعاء الماضي بضرب الطفل أحمد مالك صبّاح بالفأس على رأسه، عقب شجار بينهما في بلدة فرعون، إستدعى إدخال المصاب الى مستشفى العربي التخصصي في نابلس، لتعلن وفاته يوم الجمعة الماضية متأثراً بجروحة البالغة في الدماغ.
وعلم مراسلنا، ان ذوي الفقيد لم يتسلموا اي مبلغ مالي مقابل الصلح، سوى مصاريف وتكاليف العلاج في المستشفى.